جريدة كنوز الثقافية العربية بين يديك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موضوعك الأول

اذهب الى الأسفل

موضوعك الأول Empty رد: موضوعك الأول

مُساهمة من طرف Admin السبت يونيو 08, 2019 3:29 am

هل ما زالت الثقافة العربية عربية؟.. د. مهند مبيضين
سبتمبر 27, 2018
أواسط الثمانينات من القرن المنصرم صدر مقال في الغرب بعنوان: «هل ما زالت السياسة العربية عربية؟»، ثمّ جاءت حروب الخليج، وصعدات أزمات الإقليم، وفتحت العولمة الباب لأدوار سياسية جديدة في المنطقة والعالم، لكن عنوان الفاعل السياسي اليوم يكمن في الاقتصاد.

وماذا عن الثقافة اليوم، وبخاصة عربياً؟ للجواب على سؤال الأمن الثقافي العربي كان لقاء وانتداء مؤسسة عبدالحميد شومان مع جهود مشتركة لمؤسسة سلطان العويس للبحث في أسئلة الأمن الثقافي العربي، وهي جهود معرفية فتحت الباب على أسئلة مهمة في إطار السؤال عن المفاهيم والإشكالات والأفعال التي تعيد رفع نصاب الثقافة إلى حيز الفعل المقاوم أو ما يجعل من الثقافة حصانة أو مانع ضد الانهيار.
المتحدثون في اليوم الأول، لم يكن بوسعهم القفز على تعريف الثقافة، وهذا أمر منهجي ربما، وقد يكون ضرورة لأي تناول معرفي، لكن من المهم القول أن الأوراق التي قدمت كان على درجة متفاوتة من التفهم والتبصر والبحث في أصول المجابهة الثقافية التي حاول المفكر محسن الموسوي تناولها بدقة، كما أن تناول الباحث حسن مدن أثر العولمة لم يقل أهمية عن معالجة الموسوي، فكانت الأسئلة التالية من الجمهور مباحة ما جعل سؤال المواجهة الثقافية والخصويصيات والثنائيات والدين كلها حاضرة.
وفي مقاربة المفكر فرديدرك معتوق لدور الدين كانت إثارة سؤال الدين والثقافة في أوسع آفاقها حين طرح مسألة العصبية والدين، ومنها كان النفاذ لطرح مشكلة القومية والدين والنتائح المترتبة على ذلك التناحر بين العصبيات سواء كانت دينية أو قبلية، وقد ادار الباحث ورقته بمرجعية معرفية خلدونية عميقة تستند إلى البحث عن غايات العصبية وهي المُلك.
ولا يقف الملتقى عند هذه الحدود، فهناك أبحاث عن الانغلاق والتبعية والفعل المقاوم وتحصين الأمة من الذوبان ودور الإعلام والتعليم وشبكات التواصل والتكنولوجيا الرقمية.
الرئيس التنفيذي لمؤسسة شومان، فالنتينا قسيسية نفت في كلمتها أن سهولة تناول موضوعات الأمن الثقافي، والذي تنطوي تحتة العديد من المفردات الصعبة غير الليّنة والتي تحتاج إلى تحديث ثقافي واجراء مساءلة صريحة للاجابة على سؤال الراهن.
في عام 1936 كتب طه حسين كتابه المثير للجدل بعنوان :»مستقبل الثقافة في مصر» وهو كتاب لا يزال حاضرا، وآنذاك طرح حسين ما نطرح اليوم من حديث عن الهوية والشخصية الوطنية واللغة الفصحى والعامية وسهولة التناول والحديث بها عوضاً عن الفصحى، والهوية الحضارية والتعليم.
كانت اسئلة طه حسين وليدة لحظة الاصطدام بالاستعمار ونتائجه، وهي أسئلة ما زالت ماثلة حتى اليوم في أسئلة المفكرين العرب وربما لم نتجاوزها بعد.

Admin
Admin

المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 08/06/2019

https://01128866311.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موضوعك الأول Empty رد: موضوعك الأول

مُساهمة من طرف Admin السبت يونيو 08, 2019 3:36 am

محاولات لكسر أزمة تدوير الثقافة العربية
محاولات لكسر أزمة تدوير الثقافة العربية
آخر تحديث: 5 أبريل 2017 - 7:54 ص
عفاف مطر
يبدو أن الثقافة العربية ليس وحدها في أزمة، بل الشعر والجمال أيضاً في أزمة، فقد انتهى تاريخ الثقافة العربية منذ سقوط بغداد، وما جاء بعدها كان ثقافةً عثمانيةً وغربيةً. بعد سقوط بغداد لم ينهض العرب بأي مشروع ثقافي عربي حقيقي، ومن هنا فإن مشكلة الثقافة العربية ليست سياسية فقط، بل حضارية أيضاً، فعلى الرغم من أن البلاد العربية زاخرٌة بالمواهب الفردية إلا أن هذه المواهب تحتاج إلى مؤسسات تساعدها وتساندها وهو ما يتوفر للمبدع الغربي؛ لهذا ساتناول هنا موضوعة الثقافة العربية التي تعاني من أزمة تدوير قاتلة ولكن ساستعين بموهبتين متفردتين، هما المفكر  أدونيس والروائي المصري علاء الأسواني. وسأبدأ من النهاية إذ قد تعود انتكاسة الثقافة العربية إلى اعتماد الشباب العربي على الجامعات للتزود بالمعرفة، غير أن الجامعات ليست سوى بيئة تدفع الطلاب نحو البحث عن المعرفة والتساؤل، وهذا أحد أسباب جمود الثقافة العربية، ونستطيع أن نستدل على هذا الجمود بأن المثقفين العرب ما زالوا يستشهدون بالـ”الجرجاني”.
قد تكون العلة في امتناع العرب عن طرح التساؤل، فالدين قد أتى بكل الأجوبة لكل المعضلات ولكل الأزمنة، وهذا الفهم غير الصحيح قد أدى إلى تراجع وتخلف الثقافة العربية، بل ومحاربة الكثير ولا سيَّما الشعراء ومنهم الصوفيون حينما حاولوا التعبير بطريقتهم الخاصة في طرح تساؤلاتهم ورؤيتهم للحياة برمتها والموت أيضاً، فتم ادخالهم إلى دائرة الحلال والحرام والجنة والنار ومنهم من قُتِل بابشع الطرق ومنهم من نجا، وعلى الرغم من مرور العديد من العقود على تلك الحوادث المؤسفة إلا أن الكراهية للشاعر المفكر مازالت تتأجج في نفوس العديدين، هذا الشاعر سيجبرهم على التفكير ومراجعة الذات، وهم قوم اعتادوا في تلبية تساؤلاتهم واجابتها على مصادر متوفرة غير قابلة للتغيير أو التطوير. الأدب ليس واجهة لصاحبها وليس علماً، بل هو حقلٌ للبحث والمعارف الإنسانية، وبما أن الإنسان يتغير بمرور الزمن والظروف إذن من البديهي جداً أن يتغير معه الأدب، لذا أرى أنه من الاخطاء الشائعة اطلاق صفة مفكر على الكثيرمن المثقفين والكتاب العرب من دون وجه حق، فالمثقف الذي لا يطرح تساؤلاً يدفع فيه الناس إلى البحث عن أجوبة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق عليه مفكراً، فالقيمة لاتكمن في الجواب إذ من الممكن أن نستحصله من عدة مصادر أو عن طريق البحث، لكن القيمة الفعلية هي في طرح السؤال الذي يدفع المقابل للبحث عن الجواب. ولهذا اخترت أدونيس الذي ما زال يطرح تساؤلاته وعلى رأسها(من أنا؟ ومن الآخر؟ وما علاقتي به؟ ولماذا أكتب الشعر؟).
ومن الأخطاء الفادحة التي أدت إلى جمود وتدوير الثقافة العربية هو موضوع توارث الهوية! فالهوية تتشكل وتتأثر بعلاقتنا بالآخر وبالعالم أجمع ثم تتبلور فتكون “هوية” وأدونيس ممن رفضوا وراثة هذه التركة الجاهزة. أدونيس يشبّه علاقتنا بالآخر بعلاقة الرجل بالمرأة! فكلما كان هناك اختلاف بينهما كانت العلاقة أغنى، إذ يعطي كل طرف إلى الطرف المقابل ما ينقصه، كل منهما يكمل الآخر.
وحتى كتابة السيرة الذاتية يرى أدونيس وهو عاكف منذ سنة ونيف على كتابة سيرته الذاتية، أن السيرة لا يلجأ إليها الكاتب خوفاً من خيانة الذاكرة، بل لمواجهة النفس ومحاولة منه لفهم الحياة وفهم الآخر، ولهذاحتى الآن لم يقرر الطريقة التي سيكتب بها سيرته الذاتية، وهذا يدل أن الهدف من كتابة السيرة الذاتية ليس سرد الحكايات أو اشباع فضول الجمهور والمتطفلين، أو تأريخ التأريخ، بل هو طرح قضية  الحياة نفسها. ومادمنا تكلمنا عن الآخر فلا بدَّ لنا من تناول دور المرأة في موضوع الثقافة العربية التي لا نستطيع أن نلومها بقدر ما نلوم الرجل ليس لقصر فيها بل لأن صاحب السيادة والسيطرة نفسه عاجز! فما بالك بالمرأة التي مهما راوحت وراوحت لن يسمح لها إلا أن تراوح في مكانها، لكن مع ذلك تلام بالقدر المسموح لها ولنا؛ فقضية الروح والجسد هذه القضية التي شغلت ليس فقط العاملين في مجال العلوم الانسانية بل وحتى علماء الفسلجة  والطب.
كان أولى بالمرأة أن تتحدث عنها، فهي أقدر من الرجل على التعبير عن هذا الموضوع، لكنها للأسف تناولت موضوع الجسد من باب الجنس ولاسيَّما روائياً في قصص الحب وحكايا الغرام تتبع بذلك خطوات الرجل، مع العلم أنها تعرف وتؤمن أكثر منه أن الجنس هو جزء من الحب وليس الحب كله. عبر كل هذا نجد أن أدونيس يحاول تحريك عالماً بأكمله، يأتيه من الجوانب كلها، من هنا ومن هناك، وهذا ما لم يفعله أي مثقف عربي آخر للأسف. من جانب آخر وبشكل لا أقول شخصي وأنما وطني نرى محاولات جادة في مصر على يد الروائي علاء الأسواني، ولا داعي لتعريف علاء الأسواني فالمعرَّف لا يعرَّف، كما لا أذكر هنا مواقف الأسواني التي عرُفَ بها بعد ثورة 25 ينايركانون الثاني، بل مواقفه ضد السلطة منذ أيام مبارك، فروايته التي اطلقته لعالم الشهرة “عمارة يعقوبيان” التي اعتذرت دور النشر المصرية كلها عن طباعتها لما تحمله في متنها من أفكار تتعارض مع سياسة الحكومة حينذاك كانت محركاً أساسياً سبق قيام  الثورة.
لست في صدد التحدث عن السياسة مع أن السياسة جزء لا يتجزأ من واقع الثقافة في أي بلد، لكن أتكلم عن علاقة الأدب بالثورة، لأن الثورة في أي بلد هي نتاج حركي متبادل بين الثقافة والسياسة، ولولا هذه الحركة المتبادلة لا يستطيع أي مجتمع من انتاج ثورة بغض النظر عن نجاحها أو أخفاقها، وبالتالي فإن مواقف أدباء ما بعد الثورة لا تساوي ثمن الورق المكتوبة عليه.فالأدب الثوري كما يحلو للأسواني أن يطلق عليه هو المحرك والدافع للثورة وليس نتاجها، صحيح أن الأدب ما بعد أي ثورة يجب أن يختلف عما كان سابقاً،فعلى الأقل يجب أن يلبي متطلبات الواقع الجديد، لكن لا يطلق على الأدباء صفة “ثوريين” إلا أولئك الذين حركوا الواقع الاجتماعي فتمت ولادة الثورة والتغيير، فلا يمكننا مساواة جان جاك روسو مع أدباء فرنسا الذين أتوا بعد قيام الثورة الفرنسية أو الذين لم يشاركوا بكلمة واحدة في التغيير مهما كان نتاجهم ذو قيمة عالية، فقيمة الأدب تاتي من تأثيره الحقيقي وليس من أطراء النقاد أو القراء أو الجوائز. وهنا يمكن الفرق الكبير بين الكاتب العربي ونظيره الغربي، فالكاتب الغربي يكتب لمجتمعه، لأبناء شعبه، أما الكاتب العربي فيكتب لنظريات النقد والمقالات الصحفية والجوائز. لهذا كله تظهر لدينا أزمة كبيرة وهي أزمة القارئ العربي، ولعلّ في ما سبق بعض أجابة عن سؤال مهم وهو” لماذا يعزف المواطن العربي عن القراءة؟”.

Admin
Admin

المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 08/06/2019

https://01128866311.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موضوعك الأول Empty رد: موضوعك الأول

مُساهمة من طرف Admin السبت يونيو 08, 2019 3:39 am

في عام صعب كُتبت أحداثه بحروف مفككة
الثقافة العربية تتنفس رغم الضغوط والتوترات


استطلاع الرأي
هل لا تزال القصيدة خير معبر عن الفرحة في المناسبات الوطنية؟

نعم

لا


المصدر:
دبي - ياسر موسىالتاريخ: 01 يناير 2019
أمام التوتر الذي يشهده الإقليم، مرت الثقافة في العام المنصرم «بهدوء» المتواضعين، ومثل شبح لا يلحظه أحد. ليس لأن الثقافة بلا قضايا ولا أهداف، ولكن لأنها تحولت أمام قائمة الاهتمامات العربية الصاخبة، إلى مجرد «ترف» لا يتسع الوقت له، وفي الإعلام، تحولت الثقافة إلى مجرد «منوعات»، تصلح للنشر متى ما كانت «مسلية»، ويتم إقصاؤها إن استدعت التفكير، أو تطلبت الجدية.

المثقف نفسه بات متهماً بالانفصال عن الواقع. وفي أحيان كثيرة، مسؤولاً عن الخراب في مجالات الحياة الأخرى، في السياسة والاقتصاد، وفي عموم الحياة العامة. برغم أن من ينبرون للطعن في الثقافة والمثقفين، هم في الغالب طامحون لنيل اللقب السحري: مثقف!

تبدو الثقافة يتيمة تماماً، كسيرة، مستباحة، وبلا حماية. ويصح هذا القول إذا ما تحدثنا عن الثقافة العربية، التي تبدو معزولة، إذا ما تحدثنا عن وضعها في عالم عربي يجري وراء الموضة، ويعتد بـ «العلامات التجارية». وهو ما يقود في الأغلب إلى اختصار العلاقة بالثقافة، من خلال تبني علاقة مع نماذج غربية، لا تمثل الثقافة بقدر ما تمثل القيم الاستهلاكية.

ومع ذلك، وبرغم أن العام المنصرم كان صعباً ومكتوباً بحروف مفككة، إلا أن الثقافة في العالم العربي ليست اليوم غائبة، وإن كانت مهمشة، هناك على الأقل قائمة من الأحداث والأجندات التي تواصل العمل، ولو بالحدود الدنيا، ما يبقينا بعيداً عن الاستسلام لفكرة موت الثقافة.

أمراض مستعصية

وفي تشخيص سريع، يمكن رصد بعض الظواهر، التي أضرت بالثقافة، وتشكل ضغطاً عليها منذ عقود، أو هي على الأقل تشير إلى معاناتها المؤلمة:

الحواجز السياسية. من المعروف أن التقييم السياسي يسبق التقييم الإبداعي في العالم العربي، وبسهولة، يتم إسقاط مبدعين من قائمة الاهتمام العام، بسبب خياراتهم أو انتماءاتهم السياسية. وهذا يعني، حرفياً، التخلي عن مساحات إبداعية لأسباب غير ثقافية. والغريب أن الأسباب السياسية والمصالح الاقتصادية في العالم العربي، تدفع غالباً للتسامح مع الرداءة الثقافية، ولكن الأسباب الثقافية لا تسعف، حتى في إنقاذ الإبداع.

طغيان الإعلام. على نحو متزايد، شهدت العقود القليلة الماضية، طغيان الإعلام على الثقافة. أصبح الأول أولوية مكتفية بذاتها، رغم ما يقود إليه ذلك من ضعف في المحتوى. بينما تحولت الثقافة إلى مجرد لمسة للتنويع، ومجرد «هواية»، تمتلك إمكانية إعداد الكفاءات اللازمة للإعلام.

التخلي عن الثقافة. لقد أدى تسونامي الإعلام الفضائي، الذي ضرب العالم العربي خلال ما يزيد على عشرين عاماً مضت، إلى إسقاط الثقافة من اهتمامات الإعلام. ووصل الأمر إلى الصحافة الورقية، التي تخلت عن ملاحقها المختصة، وألغت المخصصات المكرسة للثقافة. ووصل الأمر إلى درجة التخلي عن المبدعين من كتابة الرأي، واستبدالهم بـ «نجوم» من مجالات أخرى.

إسقاط الإبداع. شهدت العقود الثلاثة الماضية، وعلى نحو تدريجي، إسقاط الأنواع الأدبية من قائمة الاهتمام الإعلامي، لصالح التوجه المُركّز على الترفيه. برغم الازدهار الذي تعيشه بعض الألوان الأدبية، وشعبية أخرى.

وهو ما تعبّر عنه شعبية معارض الكتب في أكثر من بلد عربي، ومبيعاتها من الألوان الإبداعية، إلى جانب الجوائز التي تتخصص في هذه الحقول. وهو ما يتجلى، كذلك، في لجوء قطاعات رئيسة في الترفيه التلفزيوني، إلى الإبداع الأدبي، لتقديم منتجات مضمونة القبول.

أوهام التواصل الاجتماعي. قادت ثورة مواقع التواصل الاجتماعي، إلى إغراق المجتمعات العربية في مستنقع الأوهام القاتلة، حيث أدت مشاعية النشاط على هذه المواقع، إلى وقوع المجتمعات العربية بوهم مساهمتها في الإنتاج الثقافي. وهذا الوهم مستشرٍ على مستوى الأفراد بقوة، حيث إن كل مدون يعتقد أنه «مثقف كامل العدة والاستعداد».

انهيار مفهوم الثقافة. اختزلت الثقافة بنطاقات ضيقة شعبوية. بمعنى لا تخرج عن نطاق الوعي العام. وبهذا تحول البعد الإبداعي في الثقافة على كل الأصعدة، الأدبية والفنية والفكرية، إلى نطاق نخبوي منبوذ ومذموم.

ولهذا، فإن توقف الوعي العربي عند حدود مخيبة للآمال، يصبح نتيجة منطقية لأسباب غير منطقية. وبهذا، لم تعد الثقافة تقود الوعي العام وتدفعه أماماً، ولكن تحرس ثباته وتوقفه عند حدوده الراهنة. ما يجعل الفارق الثقافي النوعي والكمي بين مجتمعاتنا العربية وغيرها من المجتمعات (وكثير منها مجتمعات نامية) كبيراً، ويدعو للتشاؤم.

الثقافة العالمية

إن كان من الممكن رصد نفس المظاهر العامة للتراجع الثقافي على المستوى العالمي، في هذه الفترة نفسها التي شهدت تحولات عالمية كبيرة، قادت إلى تبني العالم ألوان الليبرالية الجديدة، فإن هذا ليس سبباً للوقوع في وهم التساوي مع العالم ثقافياً.

فهناك فارق بين مجتمعات تعيش مستندة إلى بنية تحتية ثقافية، تشغلها تقاليد راسخة في العمل الثقافي، وربطه في الحياة ومجالاتها، ويحميها وعي ثقافي متماسك ونوعي، ومجتمعاتنا التي لا تزال تنظر إلى الثقافة، باعتبارها مجرد اهتمامات معزولة عن الحياة والتفكير المنطقي الواقعي.

وبالأصل، فإن الثقافة في أغلب بلدان العالم، تمتلك آليات فعالة تحافظ على العمل، بطاقة تلبي الاحتياجات العامة، على الأقل تلك المتعلقة بإغناء الجانب الروحي لدى الإنسان. إلا أن هذا، بالمقابل، لا ينفي أن الثقافة العالمية تضررت في نفس الفترة، وبدرجات ليست قليلة.

ويمكن، هنا، الالتفات إلى النزعات الشعبوية، التي أطلت برأسها في العالم، في ردة فعل على العولمة، وتتغذى على خيبة الأمل التي أحدثتها، إذ إن الشعبوية تمثل، في واحد من مستوياتها، تحريفاً ثقافياً لمفاهيم أصلية، تمثل قيماً إنسانية يعتد بها، مثل «الوطنية» و«العدالة الاجتماعية» و«الاستقلال الوطني» و«الخصوصية الثقافية».

وبالنظر إلى الشعبوية، التي شكلت موجة المهاجرين «المختلفين ثقافياً»، قوة دافعة لها، تشكل بالأساس ردة فعل على العولمة، كانت أكبر خدعة عرفتها البشرية على المستويين الثقافي والاقتصادي، إذ بدلاً من عالم مفتوح متصل على المستويات كافة، قدمت نموذجاً يلغي الحدود الوطنية، ويبطل الأنظمة المحلية لخدمة مراكز عالمية، تهتم بالتغلغل الاقتصادي، وفي الطريق إلى ذلك، تعمل على إشاعة ثقافة ونمط حياة يخدم هذا الهدف.

وبذا، فإن الفارق بين المجتمعات العربية ونظيراتها في كثير من دول العالم، هو أن الأخيرة تستند إلى قاعدة ثقافية، إنما تقوم بتحريفها وحرفها عن مسارها. بينما مجتمعاتنا تتأثر منطلقاتها بالفقر المعرفي، وبشيوع «أنماط جهل ما بعد التعليم».

فضيحة نوبل

وجاءت أزمة حجب جائزة نوبل للآداب للعام المنصرم، كإشارة مستحقة على الأزمة، التي وجدت انعكاسها في الفضيحة التي اندلعت، على إثر اتهام 18 امرأة، الفرنسي جان كلود أرنو، الشخصية المؤثرة في المشهد الثقافي في استوكهولم لعقود، بالتحرش الجنسي والعنف والاغتصاب. الأمر الذي قاد إلى استقالات جماعية من أعضاء اللجنة المختصة، وتالياً، حجب الجائزة.

لقد تحول الحدث إلى فضيحة عالمية، تضاف إلى الاعتراضات الكثيرة التي يضعها طيف غير قليل من المثقفين في العالم على خيارات مؤسسة الجائزة، ومجمل عملها.

مشهد عربي

بعيداً عن نوبل والنكسة الخطيرة التي تعرضت لها سمعة الجائزة، فإن الحراك الثقافي في العالم العربي، يعطي من خلال مؤشراته، العديد من الإضاءات على الأوضاع الصعبة التي تعيشها الثقافة في قطاعاتها المختلفة، علماً بأن هذه المؤشرات تكون أحياناً إيجابية، ولكنها تبدو كخروج عن القاعدة، تذكّر بالأحوال السائدة.

Admin
Admin

المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 08/06/2019

https://01128866311.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موضوعك الأول Empty رد: موضوعك الأول

مُساهمة من طرف Admin السبت يونيو 08, 2019 3:42 am

يستعرض كتاب «هوية الثقافة العربية»، لمؤلفه الدكتور أحمد أبوزيد، أبرز مقومات الثقافة تلك. إذ يحصرها في ثلاثة عناصر رئيسة: اللغة والدين والتراث». كما يناقش فضلًا عن مناقشة ثقافات الأقليات المختلفة داخل البلدان العربية وتأثيراتها في النمط الثقافي العام، ويعالج الكتاب التحديات التي تواجه اللغة في عصر التكنولوجيا.

ويبحث أبوزيد في كتابه، ستة عناصر وفصول، هي: المقومات الثقافية للمجتمع العربي، الثقافة الشعبية بين التعددية اللغوية والتنوع الثقافي، ثقافة الأقليات في العالم العربي، وسائل التخطيط للثقافة العربية، التنوير في العالم العربي، اللغة العربية.. هل لها مستقبل في عصر العلم؟

ويحدد المؤلف مقومات الثقافة العربية، أنها، أولاً: اللغة، وهي اللغة العربية. ولكن ليس من خلال بنائها وقواعدها ومفرداتها الخاصة، وإنما من حيث كونها عامل تماسك ووحدة وتوحيد بين مختلف الأقطار والشعوب، التي تنطق بهذه اللغة وتتخذها أداة للتفكير والتعبير ووسيلــة للتواصل ونقل الأفكار. ويوضح المؤلف أنه كانت اللغة دائماً، مظهراً قوياً وعاملاً فعالاً في توحيد العالم العربي، ويزيد من قوتها وفاعليتها أنها لغة القرآن الكريم. إذ ساعد القرآن الكريم، في الوقت ذاته، على الحفاظ على اللغة، رغـــم ما ظهر من استماتة من قبل البعض، لتشجيع اللغات الأجنبية الوافدة.

وأما المقوم الثاني فهو الدين، فرغم تنوع الطوائف الدينية في المجتمعات العربية، وتعدد الفرق والمذاهب، لم يكن ذلك إلا عامل قوة، ودليلاً على تمتع الناس بحرية العقيدة والعبادة. فالإسلام باعتباره أسلوب حياة، يؤدي دوراً مهماً في الحياة اليومية، وتنظيم العلاقات الاجتماعية.

ويتعلق ثالث تلك المقومات، بـ«التراث». وهو ذلك الإنتاج الفكري الضخم المتنوع الذي يشمل الفلسفة وعلم الكلام والتصوف والأدب والإلهيات والعلوم والفنون وغيرها.. ويتطرّق المؤلف هنا، إلى إشكالية الغزو الثقافي. وكيف أن التراث العربي الثقافي الإسلامي لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الثقافات المعاصرة الأخرى.

وفي بحثه المعنون بـ«الثقافة الشعبية.. بين التعددية اللغوية والتنوع الثقافي»، يلمح المؤلف إلى أن ديناميكية الثقافة الشعبية العربية، تكمن في ثلاثة أبعاد، يرتبط الأول بقدرتها على تجاوز حدود الزمان والمكان. ويتمثل الثاني في اتساع مساحة حرية الإبداع في تناول هذه الثقافة وعرضها أو الاستشهاد بها في الحياة اليومية. ويتعلق الثالث بمجالات التفسير والتأويل. وهو ما يلقي عليها كثيراً من الأضواء. ويكشف عن الجوانب التي ربما تخفى على المرء في الأحوال العادية.

ويركز أبوزيد، في كتابه، على دراسة ثقافة الأقليات في الوطن العربي، باحثاً في وضع هذه الأقليات في كل من: مصر وسوريا ولبنان والعراق. وكذا مضيئاً على ثقافة البربر في شمال إفريقيا.. ويقول في هذا الصدد: واضح من ذلك، أن ثقافات الأقليات يمكن أن تكون مصدر ضعف أو وهن للثقافة القومية التي هي أساسها ثقافة عربية إسلامية، كما أنها قد تؤدي ليس فقط إلى عزلة هذه الجماعات وابتعادها عن الجماعة الوطنية، لكن قد تقف في موقف عدائي لهذه الجماعة!».

ويرى المؤلف في بحثه المعنون: (وسائل التخطيط للثقافة العربية)، أن التخطيط الثقافي جزء من عمليات وخطط التنمية الشاملة.

ويقدم دراسة أنثروبولوجية حول التنوير في العالم العربي، يؤكد من خلالها على أنه لم يكن غريباً على حركة التنوير في العالم العربي، اعتبار العقل هو المبدأ الذي تقوم عليه كل أنشطة الحياة الاجتماعية، ولكن إذا كان الرجوع إلى العقل وحده في كل شيء، أدى في الغرب إلى التشكيك في جوهر الدين، فإن التنوير في العالم العربي لم يصل إلى هذا الحد، إلا في حالات نادرة.

ويطرح الدكتور أحمد أبوزيد في نهاية دراسته، سؤالاً في غاية الأهمية، بشأن فرص اللغة العربية في عصر العلم، إذ يلقي على مجامع اللغة العربية الموجودة في مختلف البلدان العربية، مسؤولية تطوير اللغة والمحافظة عليها، مشيراً في السياق ذاته، إلى دور وسائل الإعلام في دعم اللغة العربية، دعماً مباشراً، خاصة في العلوم والوسائل الحديثة، ذلك من أجل إثرائها والمحافظة عليها.

المؤلف في سطور

الدكتور أحمد مصطفى أبوزيد. باحث وكاتب مصري. من مواليد العام 1921. وهو أحد رواد علم الأنثروبولوجيا العرب. فاز بجائزة «النيل للعلوم الاجتماعية» عام 2011. خبير سابق في مكتب العمل الدولي بالأمم المتحدة. وأستاذ زائر في عدد من الجامعات العربية والدولية، ومستشار سابق لمجلة «عالم الفكر» الكويتية، ومقرر لجنة الدراسات الاجتماعية في المجلس الأعلى للثقافة في مصر حالياً. من مؤلفاته: الثأر.

الكتاب: هوية الثقافة العربية

المؤلف: الدكتور أحمد أبوزيد

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب- -2004 2013

الصفحات: 408 صفحات


Admin
Admin

المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 08/06/2019

https://01128866311.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى